قضايا ومشكلات البحث في التربية الخاصة
(Issues and problems of research in special education)
إعــداد الطالبــــــة
أسمــاء عبـدالله ربابعــــه
مقدمة:
شهد العقد الحالي تطورًا هائلًا في مجال الاهتمام في التربية الخاصة. ونشطت الدول المختلفة في تطوير برامجها وأبحاثها في هذا المجال لأن الاستجابة الفعالة لمعالجة مشكلات التربية الخاصة يجب أن تتصف في الشمولية، بحيث لا تهتم ببعض الجوانب وتغفل جوانب أخرى، وتعتبر قضايا ومشكلات البحث في التربية الخاصة إحدى هذه الجوانب التي يجب الاهتمام بها ودراستها.
يستند دور البحث في التربية الخاصة إلى افتراض أن البحث ليس نشاطاً ذو قدر عالي في التربية، وأنّ البحث في التربية الخاصة وان كان يختلف عن البحث في التربية عمومًا، إلا أنه صورة مصغرة عن البحث التربوي الأوسع وأنّ ممارسي التربية الخاصة يجب أن يكونوا باحثين. والطريقة العلمية أكثر موضوعية من الخبرة في فهم الظواهر ولذلك يعوّل عليها في دراسة المشكلات ذات العلاقة في التربية الخاصة (الخطيب، 2008).
ورغم أن البحث المكثف ليس من تقاليد التربية في دول عديدة (Boardman, Arguelles, Vaughn, Marie, & Klingner, 2015) إلا أن أداء التربية الخاصة يعد جيداً نسبياً من حيث البحث والمعرفة العلمية بالمقارنة مع المجالات التربوية الأخرى (McWilliam, Snyder, &Snyder,2005). ولكن تعد التربية الخاصة ضعيفة هي الأخرى في توظيف نتائج البحث، وثمة عوامل متنوعة ترتبط بالوضع الراهن للبحث في التربية الخاصة.
وعلى الرغم من النجاحات العديدة في الممارسة التعليمية للطلاب ذوي الإعاقات، إلا أنه هناك العديد من مجالات التربية الخاصة التي تحتاج إلى مزيد من الأبحاث، خاصة فيما يتعلق بالأفراد الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد (ASD) والطلاب ذوي صعوبات التعلم واضطرابات السلوك، حيث يحتاج هؤلاء الطلاب إلى تدخلات مكثفة أكثر، يتم تقديمها في مجموعات صغيرة على مدى فترة زمنية طويلة، وفي المراجعات للبحوث التي تبحث في أثار علاج صعوبات القراءة المكثفة للطلاب ذوي صعوبات التعلم فقد كشفت عن التقدم في هذا المجال، ولكن أيضاً هناك حاجة ملحة إلى إجراء المزيد من البحوث حول تأثيرات العلاج المكثف في جميع المجالات الأكاديمية (Vaughn and Elizabeth,2015).
مفهوم البحث في التربية الخاصة:
البحث في التربية الخاصة هو الذي يستهدف الأفراد ذوي الإعاقة والأفراد المعرضين للخطر وحدد قانون تعليم الأفراد ذوي الإعاقة (IDEA,2004)عبر 13 فئة مختلفة وحتى سن 22 عاماً وهي : اضطرابات طيف التوحد والصمم وضعف السمع وتأخر النمو والاضطرابات العاطفية والإعاقات العقلية والإعاقات المتعددة وضعف العظام وضعف الصحة العامة، بالإضافة إلى صعوبات التعلم واضطرابات النطق واللغة وإصابات الدماغ والعمى وضعف البصر، ويعتبر البحث في التربية الخاصة بغض النظر عما إذا كان الباحث يستخدم منهجية واحدة أو منهجيات مختلطة، يجب أن يكون الهدف الرئيسي هو تلبية الاحتياجات المختلفة للأفراد ذوي الإعاقة (Newman and Houchins,2018).
وأشار هورنر واخرون (Horner et al., 2005) الى ان البحث في التربية الخاصة يهدف إلى تطوير المعرفة بما يحدث مع الطلبة ذوي الحاجات الخاصة في الصفوف والمدارس، وتحسين أساليب تدريس الطلبة ذوي الحاجات الخاصة، وتحديد البرامج والأساليب الأكثر فاعلية، والتخطيط للبرامج المستقبلية لذوي الحاجات الخاصة (الخطيب، 2008).
أهمية البحث في التربية الخاصة:
إنَ الغرض الأساسي من البحث في التربية الخاصة هو بناء قاعدة أدبية وبناء النظريات التي نستند إليها في البحوث اللاحقة، حيث أنَ العلم مبني على النظريات المثبتة والتي لها أثر إيجابي في التطبيق، بالإضافة إلى تحديد الممارسات الفعالة التي تمكن المعلمين من توجيه الطلاب ذوي الإعاقة بفعالية أكبر، ونظرا لأن تحديد ممارسات التدريس الفعالة يمثل مسعًا هامًا، فمن الضروري أن يكون أخصائيين التربية الخاصة حذرين عند تفسير أدبيات البحث، فكما لوحظ سابقًا، تبدأ الأبحاث الفردية في الكشف عن الطُرق الناجحة التي تم تحديدها كممارسات فعالة من خلال البحوث (Rumrill, Cook, Wiley, 2011).
وأمّا الروسان (2014) قسم الأهمية إلى قسمين هما: الأهمية النظرية والأهمية العلمية للبحث في التربية الخاصة، وتكمن مظاهر الأهمية النظرية بما يأتي:
1. إثارة مشكلة معينة تتعلق بموضوع ما من مواضيع التربية الخاصة.
2. تنوير الرأي العام والمختصين بمواضيع جديدة بالبحث والدراسة.
3. تزويد المكتبة العربية ببحث أو بحوث ذات علاقة بالتربية الخاصة.
أمّا الأهمية العلمية فتكمن بما يأتي:
1) توظيف نتائج البحوث العلمية في التربية الخاصة في قياس وتشخيص الأطفال غير العاديين.
2) توظيف نتائج البحوث العلمية في التربية الخاصة في تنفيذ البرامج التربوية للأطفال غير العاديين.
3) تزويد العاملين في مجال التربية الخاصة بالكفايات الأدائية التي تمكن العاملين في مجال التربية الخاصة من التعامل مع أسر الأطفال غير العاديين وإعداد برامج تعديل السلوك المناسبة أو تطبيق أساليب القياس والتشخيص المناسبة في ميدان التربية الخاصة.
قضايا البحث في التربية الخاصة:
ومن المهم في بحوث التربية الخاصة أن لا يرتبط التدخل الذي يستخدمه الباحث في الاعتقاد العام للتدخل، على سبيل المثال قد يكون الباحث واثقا من أنَ التدخل المبني على النظرية السلوكية هو الأنسب للحد من السلوكيات الغير مقبولة لدى الطلاب ذوي اضطرابات طيف التوحد، ويستخدم برنامج للتدخل لمعرفة إذا كان البرنامج ناجحا أم لا، ولا يلجأ الباحث لمعرفة إذا تم تبني برنامج مستند على النظرية السلوكية من قبل المعلمين أو الأسرة ولذلك فإن جمع المعلومات الكمية والنوعية قبل أو أثناء أو بعد الدراسة قد يكون مناسبا خصوصا في بحوث الحالة الواحدة (Newman and Houchins,2018).
هناك مؤشرات جودة متقدمة في البحوث الارتباطية والبحوث التجريبية وبحوث الحالة الواحدة وتصاميم البحث النوعي في مجال التربية الخاصة، وعلى الرغم من أنَ مؤشرات الجودة هذه قد تكون أدت إلى زيادة في الممارسات المُعتَمِدة على الأدلة للطلاب ذوي الإعاقات واستخدامها لاحقاً، إلا أننا نعتقد أنَ الباحثين في مجال التربية الخاصة يدركون بشكل متزايد أنَ هذه البحوث لتقييم الممارسات القائمة على الأدلة يمكن أنَ تكون محدودَة، ولذلك اقترح بعض الباحثين في مجال التربية الخاصة استخدام تصاميم لأبحاث الأساليب المختلطة لمعالجة هذه القضايا وغيرها من القضايا المعقدة المتعلقة بتعليم الطلاب ذوي الإعاقة )الخطيب والحديدي، 2010).
كما يعتبر البحث العلمي كنوع من طرق البحث التجريبي مفيدا بشكل خاص لدراسة التدخلات في التربية الخاصة، فهناك عدة أسباب للنظر في بدائل لتصاميم البحوث التجريبية، وشبه التجريبية، في التربية الخاصة، أولا: ما لم يتم وضع شروط للأبحاث وتكون خاضعه للرقابة، فإن الأبحاث نادراً ما تتبع مسارات سابقة، ثانياً: إنَ طبيعة التربية الخاصة تفرض علينا عدم المقدرة على تجمع أعداد كبيرة من المشاركين والذين يتشابهون نوعاً ما في الظروف التجريبية نفسها، ثالثاً: نادراً ما يؤدي الطلاب ذوي الإعاقة المهمة بشكل طبيعي عندما يكونوا في ظروف خاصة خاضعة للرقابة، رابعًا: غالبًا ما تحدث حالات شاذة مثل تعديل أسئلة البحث أو تغيير في التدخل أو التقييم أو العمل مع الطلاب ذوي الإعاقات بسبب الظروف الطبيعية للمتغيرات (Hitchcock, Johnson, Schoonenboom, 2018).
ومع هذا كله فإنً استخدام العلم كطريقة للمعرفة في التربية الخاصة ليس دواء لكل داء أو حال، حيث يحتوي العلم في التعليم على عدد من القيود المهمة التي يجب على الباحثين والأخصائيين أن يكونوا على دراية بها، ومنها الطبيعة المتشككة للعلوم حيث إنها عملية بطيئة للغاية قد لا تعطي المعلمين أو صناع السياسات إجابات فورية لمشاكلهم اليومية، بالإضافة إلى ذلك إنَ نتائج المعرفة هي نتائج تراكم نتائج البحوث مع مرور الوقت وليس نتيجة لدراسة معينة، علاوة على ذلك لا يضمن العلم أبدًا أن تكون طريقة معينة أو تدخل معين ناجحا طوال الوقت مع جميع الناس، فالعلم ينطوي في المقام الأول على تزويدنا بمعلومات حول ما يعمل بشكل أكثر أو أكثر فعالية من التقنيات الأخرى، لكنه لا يستطيع التنبؤ بأنً أي تدخل سيكون دون أي شك ناجحًا تمامًا مع أي طالب محدد أو مجموعات من الطلاب (Rumrill, et al, 2011).
وخُلصت دراسة هيتشكوك وآخرون (Hitchcock, et al, 2018) إلا أنّ أبحاث التربية الخاصة تتضمن العديد من الأمثلة الحديثة في دراسات الأثر، وتمتلك كادرا قوياً للتفكير في كيفية تصميم التدخلات واختبارها، ولكن يمكن التحسين دائمًا في الأساليب، ونؤكد على أنّ الباحثين بما في مجال التربية الخاصة يمكنهم الاستفادة من التفكير في الجدل السببي على كل من المستوى التجريبي والنوعي، وكذلك عبر التعبير الوصفي، مما يجعل السببية والتفسيرية، والسببية الجزئية العملية احد التحديات الحالية للحقل الذي يبدو أنّ هذه الفروق نادرًا ما تناقش، وعلاوة على ذلك، هناك بعض الأدلة على أن هناك حاجة لإقناع الباحثين باللجوء إلى مزيد من التصاميم السببية المختلفة.
وعمومًا يمكن استخدام خلط البيانات والتصاميم لإعطاء رؤى جديدة حول آثار العلاج، لذلك نأمل أن يتبنى جمهورنا فكرة فهم الاستدلال السببي من خلال منظورات مختلفة وتطبيق ذلك على بحوث التربية الخاصة (Hitchcock, et al, 2018).
وهناك قضية مهمه لا يجب استثنائها عند البحث في قضايا البحث في التربية الخاصة كما أشار الخليلي (2010) إلى دراسته الموسومة بعنوان (التحديات التي تواجه البحث التربوي في الوطن العربي) وهي:
1. قلة الحوافز المشجعة على البحث:
يحتاج الباحثون إلى أن تقدم لهم جامعاتهم حوافز تشجعهم على البحث، مثل تقديم المنح العلمية، وتخفيض النصاب التدريسي، وتقديم المكافئ ات المجزية، وتسهيل المشاركات في الندوات والمؤتمرات العلمية.
2. قلة الميزانية المخصصة للبحث العلمي:
لا يشكل البحث العلمي أولوية في ميزانية الجامعات العربية. وإذا حصل أنّ الميزانية تحتاج إلى شد الأحزمة على البطون، فأول اقتطاع يتم في مخصصات البحث العلمي، ومشاركات أعضاء هيئة التدريس في المؤتمرات العلمية، وعدم السماح لهم بحضور المؤتمرات العلمية في الدول الأجنبية إلا ببحث علمي، وتقنين إجازات التفرغ العلمي إن لم يكن وقفها بالكامل (الخليلي، 2010).
المشكلات البحثية في التربية الخاصة:
إنّ التعليم في مجال التربية الخاصة، يعتبر جزءاً من التعليم العام، ويعاني من المشكلات نفسها، ولكنه من ناحية أخرى، يعاني من مشكلات خاصة بهذا المجال، فهناك من يعتقد أنّ تأييد التربية الخاصة مضيعة للأموال، وأنّ برامج التربية الخاصة غير فعالة نسبياً، لذلك، لابد للباحثين في مجال التربية الخاصة التحقيق وتوثيق أكثر الطرائق فعالية لتقديم الخدمات للطلبة ذوي الإعاقة. (الزريقات، والقرعان، 2017).
من أهم المشكلات التي تواجهنا في مجال البحث في التربية الخاصة هي تحيز الباحث، حيث أنه لا ينبغي للباحث أن يكون لهم مصلحة معينة في نتائج الدراسات، فإذا استطاع أحد الباحثين أن يستفيد بطريقة ما في إظهار فعالية تدخل معين، فقد يقوم بوعي أو بغير وعي بتحيز في جوانب البحث، مثل اختيار المشاركين أو صياغة الأسئلة الموجهة إلى المشاركين، وبالتالي سيؤثر هذا حتمًا على نتائج الدراسة، ولا يمكن تحقيق هدف البحث العلمي، إلا إذا قام الباحث بإجراء الدراسة بطريقة موضوعية أو أن لا يكون مهتما في إثبات تدخل معين، فإذا لم يتم الالتزام بالمعايير فقد تكون النتائج الناتجة من الدراسة نتيجةً للأساليب المتحيزة التي يتبعها الباحث بدلًا من السماح للبيانات "بالتحدث عن نفسها" (Rumrill, et al, 2011).
بالإضافة إلى ضَعف العديد من الباحثين التربويين العرب أنفسهم، وخصوصاً خريجي الجامعات العربية وبعض الجامعات الأجنبية:
هنالك العديد من كليات التربية في الوطن العربي، ممن تتهاون في معايير قبول الطلبة في برامج الدراسات العليا لاستقطاب أكبر عدد من الطلبة. وبذلك يجد الضعاف مكاناً لهم كَحَمَلة دكتوراة أو ماجستير في التربية فماذا سيضيف هؤلاء إلى مسيرة البحث؟ فهم إما أن يركنوا إلى اللقب، ويكتفوا بحرف الدال أمام أسمائهم، وأما مكاتبهم، وفي تقديمهم للمؤتمرات والندوات، وإما أن يحاولوا إثبات أنفسهم في ميدان البحث العلمي بإجراء العديد من البحوث بالتقليد والمحاكاة، وبالنمطية المكررة، دون أدنى مستوى من المعرفة بأساسيات البحث العلمي.
ولا يكتشف مثل هذه التجاوزات العلمية إلا المتخصصون، ولكنها تنطلي على أمثال هؤلاء الباحثين الضعاف من زملائهم، فيبادرون إلى الإشادة بهم وبإنتاجهم العلمي الهزيل، والذي قد أوصل بعضهم إلى الحصول على جوائز علمية قيمة كجائزة عبد الحميد شومان للباحثين الشبان العرب. فالباحث يجب أن تكون لدية القدرة على التفكير بالمستويات العقلية العليا التي تمكنه من التحليل، والنقد، وصياغة الأفكار، وربطها.
ولذلك فإنه يجب على كليات التربية أن تضع شروطاً قاسية جداً لقبول الطلبة في برامج الدراسات العليا (الخليلي، 2010).
ضَعف الإعداد العلمي للباحثين في كليات التربية العربية وبعض الكليات الأجنبية:
يعلم المُنصفون بأن العديد من الجامعات العربية وبعض كليات التربية الأجنبية تعمد إلى منح درجة الدكتوراة بالمراسلة، حيث يسجل الطالب في البرنامج، ويرتب زياراته للمشرف عليه في أوقات مريحة، ويوجهه هذا إلى تنفيذ أطروحته حول مشكلة تربوية، ويطلب منه حضور عدد من الندوات والمشاركة فيها، وبعد إنجاح الأطروحة تتم المناقشة، وبالمجاملة للمشرف عليه يمنح درجة الدكتوراة، إنّ مثل هذا الإعداد يثمر بخريج ضعيف لا يعلم من العلم إلا ما بحث فيه في أطروحته، ولا يعلم شيئاً بالقضايا والتوجيهات العالمية في ميدان تخصصه كما أنه لا يعلم شيئاً بأساسيات البحث العلمي.
لذا فإنه يجب على الجامعات التي تمنح درجة الدكتوراة بالأطروحة فقط إعادة النظر في برامجها، وإلزام الطلبة بحضور مقررات أساسية في ميدان تخصصاتهم كفيلة بتخريج باحث كُفء.
قلة توافر المراجع ومصادر المعرفة باللغة العربية، وضعف إمكانات معظم الباحثين العرب ممن هم خريجو الجامعات باللغة الإنجليزية:
إنّ مثل هذا الواقع يؤدي إلى أنه يصعب على معظم الباحثين العرب مواكبة المستجدات والاطلاع على أحداث ما توصلت إليه الإنسانية من معرفة في مجالات التربية.
ويرى أيضاً الخليلي (2010) أنّ من أهم المشكلات ذات الصلة بميدان البحث:
1- المشكلات التربوية معقدة، ومتداخلة، ومتعددة المحاور:
تلعب في المشكلات التربوية العديد من المتغيرات التي يصعب ضبطها، وذلك لأنها تتخذ في الغالب من الإنسان ميداناً للبحث. وبالمقابل نجد أنّ الباحثين في العلوم الطبيعية يتعاملون مع الظواهر الطبيعية التي يسهل ضبطها وإجراء البحوث العلمية جولها. فالبحث في الإنسان هو من أصعب أنواع البحوث العلمية.
2- تعدد مصادر المعلومات وتنوعها:
إنّ تعدد مصادر المعلومات ذات الصلة بالمشكلات التربوية يستلزم استخدام العديد من أدوات القياس إذا رغبنا في دراسة مشكلة البحث دراسة شمولية، وفي العادة لا تكون أدوات البحث التي تتوفر فيها خصائص الملاءمة، والصدق، والثبات غير جاهزة؛ فيضطر الباحث إلى بنائها بنفسه؛ وبذلك ربما تتهيأ الفرصة لتجاوزات في أخلاقيات البحث العلمي.
الخلاصة:
البحث في التربية الخاصة لا يقل أهمية عن بَقية الأبحاث في العلوم الأخرى، حيثُ أنه يساهم في تقدم هذا العلم؛ على الرغم من النجاحات العديدة في التربية الخاصة إلا أنّ هناك بعض من المجالات في التربية الخاصة تحتاج إلى مزيد من الأبحاث؛ كما أنّ هناك بعض التحديات التي تواجه بعض الباحثين في هذا المجال، لابد من الوقوف عندها وتسليط الضوء عليها وفهمها وتحليلها وإيجاد الحلول المناسبة لكل هذه التحديات (القضايا والمشكلات).
التوصيات:
أولًا: هناك أهمية للحفاظ على تمويل مناسب للبحث في التربية الخاصة لضمان استمرار وجود نتائج بحث قوية للمجتمع التعليمي لتحسين النتائج لطلاب ذوي الإعاقة (Vaughn and Elizabeth, 2015).
ثانيًا: فقد أشار باحثون في مجال التربية الخاصة إلى الحاجة إلى زيادة استخدام بحوث الطرق المختلطة لمعالجة العديد من القضايا المعقدة في هذا المجال، والخطوة الأولى المهمة في تصميم أبحاث الطرق المختلطة هي تطوير أسئلة بحثية ذات جودة (Newman and Houchins, 2018).
ثالثًا: فإنّ تطوير وتطبيق مؤشرات ومعايير الجودة لتحديد الممارسات المبنية على البراهين في التربية الخاصة يمكن أن تعزز بشكل عميق مستقبل التربية الخاصة كحقل علمي مستقل، حيث أنّ تحديد الممارسات التي تم عرضها من خلال العديد من الدراسات البحثية التجريبية عالية الجودة للتأثير إيجابيًا على نتائج الطلاب سوف تترجم للواقع، ونأمل في زيادة تطبيق أكثر لممارسات الفاعلية في المدارس، حيث سيؤثر ظهور الممارسات القائمة على الأدلة في أبحاث التربية الخاصة في عدد من المجالات المهمة وذلك بالالتزام في بعض الأمور ومنها: استخدام تصاميم الأبحاث التجريبية بتكرار كبير وإجراء مراجعات منهجية للآداب لتحديد أدلة على الممارسات القائمة والتركيز على نتائج الطلاب الصالحة كمتغيرات تابعة والالتزام بمؤشرات الجودة المنهجية في البحث وزيادة التركيز على الإخلاص في التنفيذ، والبحث في كيفية نشر ودعم أكثر لفعالية ممارسات التدريس (Rumrill, et al, 2011).
رابعاً: توجيه البحوث المستقبلية نحو الفئات الأكثر شيوعاً والتي لم تحظ باهتمام كاف بعد مثل:(اضطرابات السلوك، واضطرابات التواصل، واضطراب طيف التوحد) (الخطيب،2010).
خامساً: العمل على دعم البحث العلمي برفع مخصصاته في الميزانية العامة للدولة بحيث يكون للباحث نصيب مناسب كمكافأة عن إنجاز البحث الذي يخدم التطوير التربوي في الدولة.
وترى الباحثة أن من اهم التوصيات فيما يخص القضايا والمشكلات البحثية ما يلي:
1- تشجيع البحوث الميدانية وايصالها للمعلمين بلغة مبسطة ومفهومة.
2- اخذ التغذية الراجعة من معلمي التربية الخاصة ذوي الخبرة الموجودين بالميدان واجراء المزيد من البحوث عليها.
3- اختيار مواضيع بحثية مهمة لطلبة الدراسات العليا يكون لها أثر واضح في الميدان.
المصادر والمراجع:
❖ الخطيب، جمال (2008). التربية الخاصة المعاصرة، (ط1)، الجامعة الأردنية، عمان، الأردن.
❖ الخطيب، جمال (2010). البحوث التربوية في التربية الخاصة (1998-2007) تحليل لتوجهاتها، وجودتها، وعلاقتها بالممارسات التربوية، المجلة الأردنية في العلوم التربوية، الجامعة الأردنية،6،4.
❖ الخطيب، جمال والحديدي، منال (2010). قضايا معاصرة في التربية الخاصة، (ط1)، الجامعة الأردنية، عمان، الأردن.
❖ الروسان، فاروق (2014). تصميم البحث في التربية الخاصة، (ط1)، الجامعة الأردنية، عمان، الأردن.
❖ الزريقات، إبراهيم، القرعان، محمود (2017)، قضايا معاصرة وتوجيهات حديثة في التربية الخاصة، (ط1)، الجامعة الأردنية، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عمان.
❖ الخليلي، خليل يوسف (2010) التحديات التي تواجه البحث التربوي في الوطن العربي، مجلة العلوم التربوية والنفسية، البحرين http://montdatarbawy.com/show/122831.
❖ Boardman, A., Arguelles, M., Vaughn, S., Marie, T., & Klingner, J. (2005). Special education teachers’ views of research-based practices. The Journal of Special Education, 39 (3), 168-180.
❖ Hitchcock, R and Johnson, H and Schoonenboom. (2018), Idiographic and Nomothetic Causal Inference in Special Education Research and Practice: Mixed Methods Perspectives, Research in the school, 25(2) 56-67.
❖ Horner, R., Carr, E., Halle, J., McGee, G., Odom, S., & Wolery, M. (2005). The use of single-subject research to identify evidence- based practice in special education. Exceptional Children, 77, 165- 179.
❖ Newman, E and Houchins. (2018), Conceptualizing Mixed Mixed Methods Questions in Special Education Research, Research in the Schools, 25(2) 23-33.
❖ Rumrill, D and Cook, G and Wiley. (2011), Research In Special Education Designs, Methods, and Applications, United States: LTD
❖ Vaughn, A and Elizabeth. (2015), Special Education Research Advances Knowledge in Education, Exceptional Children, 82(1) 11-24.
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق